يعد سرطان الرحم أكثر السرطانات التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي شيوعًا، ويحدث عندما تتغير الخلايا السليمة في الرحم وتنمو بسرعة كبيرة وبطريقة غير طبيعية، وقد يكون هذا الورم حميدًا ينمو ببطء في مكانه، أو خبيثًا ينمو وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
فما هو علاج سرطان الرحم وما يسببه من أعراض، تابعوا المقال التالي لمعرفة الإجابة.
ما أنواع سرطان الرحم؟
الرحم هو عضو مجوف في شكل ثمرة الكمثرى، ويوجد في نهايته جزء يربطه بالمهبل يسمى عنق الرحم.
ويتكون الرحم من طبقتين رئيسيتين من الأنسجة، هما:
- الطبقة الخارجية، وهي طبقة سميكة من العضلات.
- الطبقة الداخلية، وهي بطانة الرحم.
وينقسم سرطان الرحم إلى عدة أنواع على حسب موضع نموه، ومنها:
- سرطان بطانة الرحم: أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عند النساء.
- ساركوما الرحم: سرطان يتطور في عضلات الرحم وهو من الأنواع النادرة جدًا.
- سرطان عنق الرحم: يصيب منطقة عنق الرحم، وهو نوع مختلف عن السرطانات التي تصيب جسم الرحم نفسه.
إقرأ ايضا: افضل دكتور استئصال اورام الرحم
ما أعراض سرطان الرحم المبكرة؟
لا توجد أعراض مميزة يختص بها سرطان الرحم، فتتشابه الأعراض التي يسببها مع أعراض العديد من الحالات الأخرى المرتبطة بأمراض النساء، ومنها ألم في الحوض، ونزيف مهبلي غير منتظم، وإفرازات مهبلية.
ولتوضيح المزيد من التفاصيل، نستعرض الأعراض المصاحبة لساركوما الرحم كمثال، فهي تشمل:
- نزيف مهبلي بين أوقات الدورة الشهرية.
- نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث.
- ألم أسفل البطن وتقلصات في الحوض.
- إفرازات مهبلية بيضاء أو شفافة في الفترة ما بعد انقطاع الطمث.
- نزيف مهبلي شديد أو متكرر أو لفترات طويلة وكان سن الزوجة أكبر من 40 عامًا.
فكما يتضح لنا أنها أعراض غير مميزة لسرطان الرحم وحده، لذلك عند ظهورها يجب التوجه إلى الطبيب المختص للخضوع للفحص الدقيق، والحصول على العلاج المناسب.
ما أسباب سرطان الرحم؟
يعد السبب الدقيق لسرطان الرحم غير معلوم، فهناك بعض التغيرات تحدث في خلايا الرحم تجعلها تنمو وتتكاثر بسرعة خارجة عن سيطرة الجهاز المناعي، إلى جانب أن تلك الخلايا لا تستجيب إلى إشارات توقف النمو والانقسام التي توجد بشكل طبيعي في الخلايا السليمة.
لذلك تنمو الخلية السرطانية وتشكل كتلة من الخلايا غير الطبيعية، وتنتشر إلى أجزاء مختلفة من الجسم.
ما هي عوامل الخطر للإصابة بسرطان الرحم؟
على الرغم من أن سرطان الرحم غير معروف السبب، لكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، ومعظمها يرتبط بالتوازن الهرموني بين هرموني الإستروجين والبروجستيرون.
ومن بين هذه العوامل الآتي:
- السن: يزداد خطر الإصابة بسرطان الرحم بعد سن الخمسين.
- السمنة: تنتج الأنسجة الدهنية المزيد من هرمون الأستروجين، وارتفاع مستواه من العوامل التي تزيد خطر الإصابة.
- الإصابة بسرطانات في أعضاء أخرى غير الرحم: المصابات بسرطان القولون أو الثدي أو المبيض معرضات بنسبة كبيرة للإصابة بسرطان الرحم، فالخلايا السرطانية تنتقل من تلك الأعضاء إلى الرحم.
- العلاج الإشعاعي: الخضوع لهذا النوع من العلاج في منطقة الحوض قد يسبب تلف الحمض النووي للخلايا (DNA)، ويزداد خطر الإصابة بأحد أنواع السرطان في هذه المنطقة.
- العلاج ببدائل الاستروجين: تخفيف أعراض انقطاع الطمث باستخدام العلاجات الهرمونية يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.
كيف يتم تشخيص سرطان الرحم؟
في البداية يجري الطبيب فحصًا بدنيًة وفحصًا للحوض، ثم يُجري عدة فحوصات أخرى لتأكيد تشخيص الإصابة بسرطان الرحم، ومنها:
- تحاليل الدم: منها تحليل CA-125، وهو تحليل لقياس نسبة (مضاد السرطان – 125)، إذ تشير النسب المرتفعة منه إلى الإصابة بسرطان الرحم أو المبيض.
- التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي: يكشف عن وجود الأورام في الرحم.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل لفحص الرحم من الداخل.
- أخذ عينة من بطانة الرحم: يتم أخذ عينة من بطانة الرحم بمساعدة المنظار الرحمي (وهو أنبوب طويل ورفيع مزود بكاميرا وإضاءة في طرفة) يستطيع الطبيب من خلاله
- فحص الرحم وأخذ عينة من الأنسجة لإرسالها إلى المعمل للفحص والكشف عن وجود سرطان الرحم.
ويعتمد أطباء جراحة الأورام على نتائج الفحوصات التشخيصية في تحديد نوع ومرحلة السرطان، فبناءًا على تلك المعلومات يحددون علاج سرطان الرحم المناسب، ويتوقعون نسب الشفاء.
ما هي درجات سرطان الرحم؟
يقسم سرطان الرحم إلى 4 درجات، وهم:
- الدرجة الأولى: لا ينتشر فيها السرطان إلى أعضاء أخرى خارج الرحم.
- الدرجة الثانية: تشمل انتشار سرطان الرحم إلى عنق الرحم.
- الدرجة الثالثة: تؤدي الإصابة بها إلى انتشار سرطان الرحم إلى المهبل و المبايض والغدد الليمفاوية في الحوض.
- الدرجة الرابعة: تتضمن انتشار سرطان الرحم إلى المثانة وأعضاء أخرى بعيدة عن الرحم.
ما هو العلاج الجزري لاورام الرحم | دكتور محمد عبدالحميد
ما علاج سرطان الرحم؟
تستخدم العديد من الوسائل في علاج سرطان الرحم، ولكن جراحات الاستئصال هي العلاج الأساسي للأورام الخبيثة لمنع انتشارها إلى أجزاء أخرى من الجسم، وقد يتبعها أو يسبقها مجموعة من العلاجات الأخرى التي يحددها الطبيب بناءًا على مجموعة من العوامل منها نوع السرطان ومرحلته، عمر المريضة وحالتها الصحية.
وفيما يلي أهم التفاصيل عن وسائل علاج سرطان الرحم الآتي:
- الجراحة
قد يقوم الجراح باستئصال الرحم مع عنق الرحم، أو استئصال الرحم جذريًا (أي استئصال الرحم وعنق الرحم والجزء العلوي من المهبل والمبيضين وقناتي فالوب).
ويعتمد نوع الاستئصال على مدى انتشار السرطان، ويكون من خلال الجراحة المفتوحة أو عن طريق المنظار.
وفي أثناء الجراحة قد يستأصل الطبيب مجموعة من العقد الليمفاوية القريبة من الورم إذا كان السرطان انتشر إلى مناطق أخرى في الجسم، ويتم هذا الإجراء في نفس توقيت استئصال الرحم من خلال حقن صبغة في الرحم، واستئصال الغدد الليمفاوية التي تتجمع فيها الصبغة.
- العلاج الإشعاعي بعد استئصال الرحم
يهدف العلاج الإشعاعي إلى تدمير الخلايا السرطانية بالاعتماد على أشعة سينية عالية الطاقة. وتتلقى المريضة هذا العلاج قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، أو بعدها لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية.
ويحدد الطبيب عدد جلسات العلاج الإشعاعي ومدتها الزمنية، ويكون العلاج إما خارجيًا من خلال تعريض الخلايا السرطانية للإشعاع، أو داخليًا عن طريق وضع مصدر الإشعاع داخل الرحم.
- العلاج الكيماوي بعد استئصال الرحم
يهدف العلاج الكيميائي أيضًا إلى تدمير الخلايا السرطانية ومنعها من النمو والانقسام، ويوصي الأطباء به بعد الجراحة أو قبلها.
- علاج سرطان الرحم باستخدام الأدوية
تستخدم بعض الأدوية في علاج سرطان عنق الرحم من أجل تدمير الخلايا السرطانية، ويتم إعطاء هذه الأدوية عن طريق أنبوب وريدي أو في هيئة أقراص أو كبسولات تؤخذ بالفم، وغالبًا يتم الدمج بين هذه الأدوية وبين العلاج الكيميائي.
وتشمل الأدوية المستخدمة في علاج سرطان الرحم (بجانب جراحات الاستئصال):
- العلاج بالهرمونات: يستخدم لإبطاء نمو بعض خلايا سرطان الرحم.
- العلاج الموجه: علاج يستهدف الخلية السرطانية ويمنع نموها وانتشارها ولا يؤثر في الخلايا السليمة.
- العلاج المناعي: مجموعة من الأدوية تساعد على تقوية الجهاز المناعي في الجسم من أجل محاربة السرطان.
ونختم هذا المقال عن علاج سرطان الرحم بتنبيه هام لكل سيدة تعاني أعراضًا غير طبيعية مثل النزيف المهبلي في غير أوقات الدورة الشهرية أو بعد انقطاعها بضرورة استشارة الطبيب لأنها قد تدل على الإصابة بسرطان الرحم.
إذا كان لديكم استفسارات أخرى عن علاج سرطان الرحم، يمكنكم التواصل مع مركز الدكتور محمد عبدالحميد -افضل دكتور جراحة اورام في مصر- عبر الأرقام الموضحة أمامكم في موقعنا الإلكتروني.