عملية استئصال سرطان المستقيم

يحرص الأطباء على اللجوء إلى تدخلات علاجية فعالة وسريعة تُجَنِب المرضى خطر الوفاة، وتُسهم في الحد من معدل انتشار الخلايا الخبيثة ونموها، وتترأس عملية استئصال سرطان المستقيم قائمة تلك التدخلات.

كما يُعد سرطان المستقيم أكثر أنواع سرطانات الجهاز الهضمي انتشارًا وتسببًا في الوفاة، فوفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO) بلغ عدد المصابين بسرطان الشرج خلال عام 2020 نحو 2 مليون شخصٍ، وتسبب هذا المرض في وفاة مليون شخصٍ خلال العام نفسه.

إنّ السرطان -بمفهومه العام- نمو شاذ يعتري أعضاء الجسم مُؤديًا إلى تَكَوّن خلايا خبيثة سريعة الانقسام وشديدة الشراسة، تنتقل من العضو الأصلي إلى بقية أعضاء الجسم فتُفقدها وظائفها الحيوية، وهو ما يُهدد المرضى بفقدان الحياة حال تطور المرض وتمكنّه من الجسم.

ما المستقيم؟ وكيف يعتريه السرطان؟

المستقيم هو الجزء الأخير الموجود في نهاية الأمعاء الغليظة، والأمعاء الغليظة أحد أعضاء الجهاز الهضمي التي تؤدي عدةّ وظائف حيوية هامة في جسم الإنسان، تتمثل في نقل بقايا/فضلات الطعام المهضوم إلى خارج الجسم عبر فتحة الشرج، إلى جانب امتصاص الأملاح من تلك الفضلات للحفاظ على على توازنها -أي الأملاح- بالجسم.

وطالما كانت أجزاء الأمعاء الغليظة سليمة -بما فيها المستقيم- يتبرّز الشخص بطريقة طبيعية دون معاناة أي صعوبات في الإخراج، ودون وجود تغيّرات في قوام البراز ولونه، أما في حالة الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي تضطرب وظائف الأمعاء الحيوية، فيعاني المريض بعض الآلام والمضاعفات.

ويُعد السرطان من الحالات المرضية الخطيرة التي تُصيب المستقيم والقولون فتُعكر صفو حياة المريض، ويعود السبب وراء الإصابة بذلك المرض الخبيث إلى حدوث بعض التحورُّات (الطفرات أو التغيرات الشاذة) في المادة الوراثية “دي إن إيه” (DNA) الموجودة في خلايا المستقيم، ما يسبب تحوُّلها إلى خلايا شرسة عديمة الوظيفة، سريعة الانقسام والنمو، فيفقد المستقيم قدرته على أداء الوظائف الحيوية المسؤول عنها.

سرطان المستقيم ومتى يلزم تحويل مجرى البراز | دكتور محمد عبدالحميد

العامل الوراثي والتدخين..عوامل ترفع احتمالات الإصابة بسرطان المستقيم

  • نظرًا لكون المادة الوراثية تنتقل عبر الأجيال المتتالية، فإن معدل حدوث الطفرات الجينية لدى أبناء الأسرة التي تمتلك تاريخًا مرضيًا للإصابة بسرطان المستقيم يزداد.
  • إضافةً لما سبق، يؤدي التدخين المفرط إلى زيادة فرص تكون الخلايا السرطانية في المستقيم والقولون.

ما هي اعراض سرطان المستقيم؟

قد لا تظهر اعراض سرطان الشرج الخبيثة بوضوح في مراحل المرض الأولى، لكن بمجرد ارتفاع معدل انقسام الخلايا الخبيثة وتقدّم مرحلة السرطان يعاني المريض مجموعة من الأعراض تظهر في صورة تغيّرات ملحوظة في قوام البراز، واضطراب حركة الأمعاء، ما يتسبب في تفاوت روتين التبرّز اليومي ما بين الإمساك والإسهال الشديدين، إضافة إلى معاناة التلبكات المعوية، وفقدان الوزن المفاجئ مجهول السبب، والنزيف الشرجي، الذي يكتشفه المريض في أثناء خروج البراز المصحوب بقطرات دموية.

وتتضمن اعراض سرطان المستقيم -أيضًا- عدم القدرة على إفراغ الأمعاء الغليظة كاملةً، والشعور الدائم بالتعب والإرهاق نتيجة عدم الراحة والتلبك المعوي والمشكلات المتعلقة بالإخراج، التي تتضمن الإسهال والإمساك.

تجاهل اعراض ورم المستقيم يسبب مضاعفات خطيرة

قد يغلب على ظن بعض مرضى سرطان الشرج أن ما يعانونه من أعراض متعلقة بروتين الإخراج ووظائف الجهاز الهضمي حالة عارضة تنتج من اتباع عادات غذائية خاطئة، ما يدفعهم للتكاسل عن زيارة الطبيب المختص، ويُهوّن على أنفسهم مخاطر تلك الأعراض.

وكلما مر الوقت وتأخر توقيت تلقي العلاج تتفاقم اعراض ورم المستقيم الخبيث وتتقدم مراحله، فتنتشر خلاياه عبر الأوعية الدموية أو الجهاز الليمفاوي لتُصيب مختلف خلايا الجسم وتُعطلها عن أداء وظائفها، وهو ما ينعكس سلبًا على وضع المرضى الصحي، ويُعرضهم لخطر الوفاة.

نظرة سريعة على مراحل سرطان المستقيم

صنّف المختصون مراحل سرطان المستقيم إلى أربع درجات، ورَمزوا لها بالأرقام، فتحصل المرحلة الأولى على الرقم “صفر”، بينما تحصل المرحلة الأكثر خطورة على الرقم “أربعة”. ويحدد الطبيب مرحلة الورم بعد فحص عينة من نسيجه مجهريًا (معمليًا) لمعاينة سلوك خلاياه وطبيعتها.

وإذا عثر الطبيب -خلال الفحص- على خلايا غير الطبيعية في بطانة المستقيم الداخلية، وكانت تلك الخلايا واضحة ومتمايزة عن الخلايا المحيطة بها (Well-differentiated)، فهو يحدد أن الورم من الدرجة رقم (0) ويمكن ان يعتبر ورم المستقيم الحميد، وفي حال تجاوزت تلك الخلايا بطانة المستقيم وعبرت إلى طبقات أكثر عمقًا أو إلى أنسجة عضلية مجاورة له، يصنف الطبيب ذلك الورم ضمن الدرجة رقم (1).

أما انتشار خلايا الورم إلى العقد الليمفاوية أو الأعضاء البعيدة عن المستقيم، فذلك يُعد بمثابة إعلان شديد الوضوح يُنذر بمعاناة المريض الدرجة الرابعة من سرطان المستقيم، وهي الدرجة الأشرس والأخطر.

وفي مراحل سرطان المستقيم المتقدمة، تنتقل الخلايا السرطانية إلى أعضاء تؤدي وظائف حيوية وحساسة في الجسم، مثل الرئتين والكبد، فتَنخفض كفاءة هذه الأعضاء الوظيفية، ومع مرور الوقت تفقد قدرتها على العمل بالكامل، ما قد يؤدي إلى الوفاة لا قدر الله.

التشخيص المبكر يُجنب المرضى المضاعفات ويحد من معدل الوفيات

يُمكن السيطرة على معدل الوفيات الناتجة عن سرطان المستقيم والحد من انتشار الخلايا السرطانية إلى أعضاء الجسم عبر التشخيص والعلاج المبكرين، لذلك ننصح المرضى بالتبكير في زيارة الطبيب المختص فور ملاحظة أي أعراض غير مألوفة تتعلق بالجهاز الهضمي، من أجل الخضوع لكافة الفحوصات التشخيصية اللازمة، ومن ثمّ تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، وأخيرًا وضع البروتوكول العلاجي وتحديد مدته الزمنية.

ومن أبرز الوسائل التشخيصية التي يستعين بها الأطباء من أجل تشخيص أورام المستقيم الخبيثة:

  • تحليل صورة الدم الكاملة (CBC) لمعرفة مستوى كريات الدم البيضاء، فارتفاع مستوياتها قد يدل على الإصابة بالأورام الخبيثة.
  • التحاليل الهادفة إلى قياس مستويات دلالات الأورام (Tumor markers).
  • التصوير بأشعة الموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية المحوسبة (CT-Scan)، وأشعة الرنين المغناطيسي (MRI).
  • فحص منظار القولون التشخيصي.
  • أخذ عينة من نسيج الورم أو المستقيم -عبر استخدام إبر دقيقة مخصصة- لتقييم سلوك الخلايا الحيوي تحت الميكروسكوب (أي تقييم مدى عدوانيتها وقابلية انتشارها إلى بقية أعضاء الجسم).
  • الحصول على عينة من أنسجة العقد الليمفاوية للكشف عن وجود أي خلايا غير طبيعية بها، فقد تنتقل أورام المستقيم إلى الجهاز الليمفاوي.

وبعد الانتهاء من الفحوصات التشخيصية وظهور نتائجها، يبني الطبيب خطة علاجية متكاملة للسيطرة على الورم، وغالبًا ما تتضمن إجراء عملية استئصال سرطان المستقيم للمريض، بجانب استخدام بعض العلاجات المُساعِدة أو التكميلية.

اقرأ: هل يمكن الشفاء من سرطان القولون

الأساليب المُتبعة في إجراء عملية استئصال سرطان المستقيم

رغم وجود مركبات دوائية عدة تُسهم في علاج الأورام، كالأدوية الهرمونية والعلاجات البيولوجية التي تستهدف خلايا الورم الخبيث، تظل جراحات الاستئصال الجذري جزء أصيل من خطة علاج سرطان المستقيم، فالسيطرة الكاملة على الأورام الخبيثة لا تتحقق إلا عبر استئصالها جذريًا من أجل منع انتشار خلاياها، والحد من مضاعفاتها الخطيرة وأعراضها المؤرقة.

وتُجرى عمليات استئصال سرطان المستقيم عبر التقنيات الجراحية الآتية:

استئصال ورم المستقيم بالمنظار

يستخدم الجراح منظار القولون في عمليات الاستئصال الجذري لأورام المستقيم صغيرة الحجم القريبة من فتحة الشرج، والمنظار أنبوب دقيق مرن مُدعَم بكاميرا فيديو متطورة تعرض صورة حيّة متحركة لأنسجة المستقيم الداخلية. ويُمرر الطبيب المنظار عبر فتحة الشرج من أجل استهداف كتل الورم الخبيثة واستئصالها، مستعينًا بالأدوات الجراحية المُساعِدة.

اقرأ: استئصال ورم القولون بالمنظار

استئصال المستقيم كليًا عبر الجراحة المفتوحة

في حال وجود أورام سرطانية شرسة كبيرة الحجم في أنسجة المستقيم، يلجأ الجرّاح إلى الاستئصال الكامل للمستقيم، بجانب استئصال العقد الليمفاوية القريبة منه للحد من فرص انتشار خلايا الورم إليها.

وفي بعض الحالات، يُحول الطبيب مسار الإخراج لمريضه عبر صُنع فتحة في جدار البطن الأمامي وتثبيت الجزء المتبقي من الأمعاء الغليظة بعد الاستئصال في تلك الفتحة، ليستطيع المريض الإخراج بسهولة عبر تركيب كيس مخصص لتجميع البراز والتخلص منه.

وقد يكون تحويل المسار ذاك دائمًا أو مؤقتًا بحسب حالة المريض وحجم الأجزاء المُستأصلة من المستقيم والقولون وعضلات الشرج.

وغالبًا ما يُصمم الطبيب برنامجًا علاجيًا متكاملًا يتضمن الخضوع لجلسات العلاج الكيماوي أو الإشعاعي قبل خضوع المريض لتلك الجراحات، من أجل السيطرة على حجم الورم والحد من معدل انتشاره، الأمر الذي يجعل خطوات الاستئصال الجراحي أسهل.

استئصال ورم المستقيم بالمنظار والجراحة المفتوحة

رغم ارتفاع معدلات أمان جراحات استئصال ورم المستقيم بالمنظار، يجب الاستعانة بطبيب يتمتع بمهارة كبيرة في استخدام مناظير الجهاز الهضمي والأدوات الجراحية الدقيقة من أجل تفادي أي مضاعفات أو أخطاء طبية قد تؤدي إلى وجود ثقوب في أنسجة الجهاز الهضمي، أو تلف الأعصاب المجاورة لمنطقة الورم.

كم تستغرق عملية استئصال ورم المستقيم؟

يتطلب إجراء عملية استئصال سرطان المستقيم نحو ساعة إلى خمس ساعات تقريبًا، بعد ذلك يُنقل المريض إلى غرفة العناية المركزة ويمكث فيها 24 ساعة، ثم يوضع في غرفة عادية عقب ذلك.

متى يغادر المريض المستشفى؟

يُسمح للمريض بمغادرة المستشفى والعودة إلى المنزل بعد أن يطمئن الطبيب على صحته، ويتأكد من أن العملية قد سارت على خير ما يرام ولا توجد أي مضاعفات خطيرة يعانيها المريض ناجمة عن الجراحة.

كم تستغرق مدة التعافي من عملية استئصال سرطان المستقيم؟ 

تستغرق مدة التعافي من عملية استئصال سرطان المستقيم اسبوعين، بعدها يستطيع المريض ممارسة حياته بصورة طبيعية، وقد تقصر هذه المدة أو تطول بناءًا على بعض العوامل، منها: 

مدى انتشار السرطان، فكلما كانت سرطان المستقيم في مراحله المبكرة، قصرت مدة التعافي من العملية.

  • نوع الورم، عادةً ما يتطلب ورم المستقيم الحميد وقتًا أقصر للتعافي من الورم الخبيث. 
  • التقنية المستخدمة في الإجراء الجراحي، فمدة التعافي من جراحة استئصال سرطان المستقيم بالمنظار أسرع من الجراحة المفتوحة.

هل عملية استئصال سرطان المستقيم ناجحة؟

وصلت نسب نجاح عملية استئصال سرطان المستقيم إلى قرابة ٩٠٪ من إجمالي عدد الحالات الخاضعة لها، ويُؤكد الأطباء ارتفاع تلك النسبة في حالة التشخيص المبكر لسرطان المستقيم، والخضوع للجراحة على يد طبيب ذي خبرة في جراحات أورام الجهاز الهضمي.

التحديات التي يُواجهها المرضى بعد عملية استئصال سرطان المستقيم؟ 

تتضمن التحديات التي يُواجهها المرضى بعد الخضوع إلى عملية استئصال سرطان المستقيم بالمنظار ما يلي: 

  • الألم بعد الجراحة: يشعر المريض بألم شديد في موضع الجراحة، عادةً ما يزول بتناول الأدوية المسكنة، لكن إذا صاحبه حمى وفقدان في القدرة على التبرز بصورة طبيعية، الأمر الذي يستدعي استشارة الطبيب على الفور. 
  • الإمساك: يُعد الإمساك من أبرز التحديات التي يُعانيها المريض بعد العملية، ويمكن الوقاية منه عن طريق شرب الكثير من السوائل وتناول الأطعمة الغنية بالألياف.
  • تغيرات في حركة الأمعاء: قد يعاني بعض المرضى من تغيرات في حركة الأمعاء بعد الجراحة، مثل الإسهال وتغير شكل البراز، ولكن عادةً ما تختفي هذه التغييرات بمرور الوقت.
  • مشكلات في الصحة الجنسية: قد يؤثر استئصال سرطان المستقيم بالمنظار في الصحة الجنسية لدى بعض المرضى خاصةً الرجال، فقد يُعانون من ضعف الانتصاب وفقدان الشعور بالنشوة بعد العملية.

تنطوي أيضًا هذه العملية على بعض المضاعفات الجراحية، مثل: 

  • النزيف.
  • الإصابة بالعدوى.
  • الجلطات الدموية.
  • الالتهابات. 

عمومًا، يمثل استئصال سرطان المستقيم بالمنظار إجراءًا آمنًا وفعالًا، ولكن من المهم أن يكون المريض على دراية بالتحديات المحتملة التي قد يواجهها بعد العملية لمعرفة كيفية التعامل الصحيح معها.

هل الانتفاخ من مضاعفات عملية استئصال المستقيم؟

قد يكون الانتفاخ طبيعيًا بعد عملية استئصال المستقيم، فعلى الأغلب يحدث هذا الانتفاخ بعد أي عملية جراحية تُجرى في البطن، وسرعان ما يختفي تدريجيًا بعد مرور بضعة أيام من الجراحة.

ولكن إذا استمر هذا الورم لأكثر من ذلك فقد يكون له دلالة على بعض المضاعفات التابعة للجراحة، منها:

  • عدوى والتهاب جروح العملية.
  • تغير في سلوك الأمعاء بعد استئصال المستقيم، ففي بعض الحالات يكون الجزء المتبقي من الأمعاء غير قادر على الهضم والامتصاص كالسابق، ما يتسبب في تراكم الغازات والطعام غير المهضوم بها، وانتفاخ البطن.
  • انتفاخ وتهيج القولون بسبب تناول أطعمة غير مناسب لطبيعة التغيرات في الجهاز الهضمي.
  • الإمساك.

عادة لا تكون هذه المضاعفات مثيرة للقلق، وسرعان ما تختفي مع مرور الوقت واتباع المريض تعليمات الجراح بعد العملية.

تعليمات يوصي بها الطبيب لتفادي مضاعفات عملية استئصال المستقيم

تتسبب المضاعفات المحتملة بعد عملية استئصال المستقيم في طول فترة التعافي من الجراحة، وتأخير الخضوع لبعض أساليب العلاج التكميلية بعد الجراحة، مثل العلاج الإشعاعي والكيميائي.

لذلك يحرص الجراح على تقديم بعض الإرشادات الواجب على المرضى اتباعها بعد العملية لتفادي هذه المضاعفات، أهمها:

  • المشي فترات قصيرة ومتكررة خلال الأيام الأولى بعد الجراحة.
  • تناول الأدوية التي يوصي بها الجراح بعد العملية في مواعيدها المحددة.
  • الالتزام بالنظام الغذائي الذي أوصى به الطبيب بعد العملية؛ تجنبًا لحدوث الإمساك، أو الجفاف بسبب الإسهال المتكرر.
  • شرب كميات كافية من الماء؛ لتجنب التعرض للجفاف.
  • استشارة الطبيب العاجلة عن معاناة صعوبة في التعود على طريقة التبرز الجديدة أو ظهور أي إفرازات غريبة حول جرح العملية.
  • الالتزام بإرشادات الطبيب حول عدد مرات الاستحمام أو غسل منطقة العملية.

هل يمكن للمريض مباشرة عمله بعد عملية استئصال ورم المستقيم؟

لا ينبغي للمريض العودة إلى عمله مباشرة بعد عملية استئصال سرطان المستقيم دون استشارة الطبيب، وإنما عليه الانتظار والتمهل إلى حين يستعيد كامل عافيته.

تفاصيل مرحلة الاستشفاء ما بعد علاج سرطان المستقيم بالمنظار

إنّ رحلة علاج سرطان المستقيم شاقّة على الصعيدين البدني والنفسي، فهي تستلزم إجراء المريض زيارات عديدة للأطباء بهدف التأكد من حصوله على تشخيص سليم لحالته، وفي أثناء تنقله بين العيادات واستماعه لمختلف الآراء الطبية تتضارب مشاعره، فأحيانًا ينتابه بعض اليأس، بينما يشعر -في أحيان أخرى- بأن الأمل ما زال قائمًا أمامه في التعافي التام، لا سيما بعد إجراء النقاشات المثمرة مع الأطباء أصحاب الأمانة المهنية الذين يحرصون على دعم مرضاهم نفسيًا.

ولكي يكتمل نجاح تلك الرحلة، ينبغي الالتزام بما نوضحه تاليًا من تعليمات:

الحرص على المتابعة الطبية والالتزام بتعليمات الطبيب

إنّ حضور جلسات الاستشارة بعد جراحة استئصال ورم المستقيم بالمنظار خطوة ضرورية للاطمئنان على وضع المريض الصحي، عبر إجراء فحوصات التصوير واختبارات الدم التي تؤكد عدم وجود أي خلايا سرطانية في الجسم.

إلى جانب المتابعة، يلتزم المريض بنظام غذائي مخصص بعد جراحات استئصال المستقيم يتضمن تناول الأطعمة الغنية بالألياف بهدف الحد من رغبة المريض الدائمة في التبرز.

الخضوع للعلاجات التكميلية (إن لزم الأمر)

تتطلب بعض الحالات الخضوع لجلسات العلاج الكيماوي كوسيلة علاجية مُكمّلة تُسهم في القضاء على أي خلايا سرطانية قد تكون موجودة في المستقيم -أو الجسم عمومًا- بعد الجراحة، تحت إشراف طبيب الأورام.

حصول المريض على الدعم المعنوي اللازم

توفير الدعم المعنوي للمرضى بعد عملية استئصال سرطان المستقيم عامل يُسهم بدور بارز في تحسين حالاتهم النفسية، وتخليصهم مما يعانونه من أرق أو نوبات اكتئابية قد تكون ناتجة عن إصابتهم بالسرطان من الأساس.

ما المحاذير التي ينبغي تجنبها عقب الجراحة؟

من الضروري على المريض الاحتراز من بعض الأمور بعد عملية استئصال سرطان المستقيم، حتى يتعافى في أسرع وقت ممكن وينال النتيجة المرجوة من الجراحة، ومن أبرز هذه الأمور ما يلي:

  • شرب الكحوليات.
  • زيادة الوزن.
  • إهمال ممارسة الرياضة.
  • الإكثار من تناول الأطعمة السريعة وإهمال الخضراوات والفواكه المليئة بمواد الأكسدة والفيتامينات والمعادن.
  • إهمال تناول الأدوية التي أوصى بها الطبيب، أو تجاهل مواعيدها وإساءة تنظيمها.
  • تجاهل نصائح الطبيب بخصوص كيفية التغيير على جرح العملية.
  • إهمال تنظيف الجرح، وإبقائه رطبًا فترة طويلة وعدم تجفيفه.

من خلال اتباع هذه النصائح، يمكنك حماية نفسك من مضاعفات ما بعد الجراحة، وكذلك خفض مدة التعافي قدر الإمكان والعودة إلى روتين حياتك الطبيعي خلال وقت قصير.

تقدم عيادة الدكتور محمد عبد الحميد -استشاري جراحات أورام الجهاز الهضمي بالمعهد القومي للأورام وعضو الجمعية المصرية لجراحة الأورام- كافة خدمات تشخيص وعلاج أورام المستقيم، عبر اتباع أحدث البروتوكولات الطبية المعتمدة. يمكنكم حجز موعد للاستشارة من خلال الاتصال بأرقام العيادة المتاحة في موقعنا الإلكتروني عبر الواتساب.