هل يعود سرطان الكلى بعد استئصاله

لا شك أن شعور السعادة بالانتصار على سرطان الكلى والشفاء منه تمامًا لا يوصف، إذ يشعر المريض بانتهاء كابوس طويل كان يعيقه عن الاستمتاع بحياته، ومع ذلك يظل ثمة شعور بالقلق والتوتر في حياة المريض، فلا زال يساوره هاجس عودة السرطان من جديد.

ترى هل يعود سرطان الكلى بعد استئصاله؟ وما الأسباب المحتملة لذلك؟ هذا ما نناقشه تفصيلًا في فقرات هذا المقال.

هل يعود سرطان الكلى بعد استئصاله؟ وما الأسباب المحتملة؟

كغيره من السرطانات توجد احتمالية لعودة سرطان الكلى من جديد بعد استئصاله، والأخبار السارة هنا أن الإحصائيات قد أقرت أن الأشخاص الخاضعين لعملية استئصال ورم الكلى معرضون بنسبة 20% فقط لعودة الورم من جديد، وهي نسبة ليست كبيرة إلى حد ما.

لذلك فالإجابة عن السؤال هل يعود سرطان الكلى بعد استئصاله، هي نعم ويحدث ذلك في نسبة ضئيلة من المرضى.

أما بالنسبة لأسباب ارتداد الورم مرة أخرى، فلا توجد أمور محددة لذلك، ولكن أشار الأطباء إلى وجود بعض العوامل التي من شأنها زيادة خطر إصابة المريض بسرطان الكلى مرة أخرى.

تعرف على: نسبة الشفاء من سرطان الكلى

عوامل تزيد من خطر عودة سرطان الكلى بعد استئصاله

تنطوي أهم العوامل التي تزيد من فرص عودة سرطان الكلى بعد استئصاله على ما يلي:

عدم خضوع المريض للإجراء المناسب لاستئصال الورم

يستدعي علاج أورام الكلى خبرة ودراية كبيرة من جراح الأورام بطبيعة المرض وأساليب علاجه الفعالة، إذ يهدف استئصال ورم الكلى إلى السيطرة على الخلايا السرطانية وتقليل خطر عودتها مرة أخرى، وقد يتطلب ذلك استئصال أجزاء أخرى إلى جانب الخلايا السرطانية مثل الغدد الليمفاوية والحالب.

وقد ينتج عن حدوث قصور في هذه الجراحة أو عدم خضوع المريض إلى الإجراء المناسب لحالته، زيادة خطر عودة سرطان الكلى من جديد بعد استئصاله.

قصور خطة العلاج التكميلي بعد الاستئصال

قد تتطلب حالة الورم لدى بعض المرضى الخضوع لجلسات علاج تكميلية، لتدمير الأجزاء التي لم يتسنى إزالتها جراحيًا مثل جلسات العلاج الإشعاعي والكيماوي.

لذلك قد يتسبب إهمال المريض في مواعيد هذه الجلسات، أو عدم ترشيحه لها من الأساس في ارتداد سرطان الكلى مرة أخرى بعد استئصاله.

وجود الورم في مرحلة متقدمة قبل استئصاله

حالة الورم قبل استئصاله من أكثر العوامل المتحكمة في عودته مرة أخرى، إذ أشارت الدراسات التي أجريت على مرضى سرطان كلى في مراحل متقدمة أنهم تعرضوا بصورة أكثر من غيرهم لفرص عودة المرض من جديد.

وعندما نتحدث عن مرحلة الورم فالمقصود بها حجم الورم ودرجة انتشاره، وقد أكدت الأبحاث أن زيادة حجم الورم وانتشاره بصورة شرسة داخل الكلى قبل استئصاله، يزيد من فرص عودته مرة أخرى بعد الجراحة.

لذلك عند الإجابة عن السؤال “هل يعود سرطان الكلى بعد استئصاله؟” نجد أن الأمر خاضع إلى عدة عوامل أهمها خبرة الطبيب ودرجة انتشار الورم وحجمه قبل الاستئصال.

متى يكون حجم ورم الكلى خطير؟

عادة يكون حجم ورم الكلى خطيرًا عندما يبلغ نحو 4 سنتيمترًا فأكثر، فمعظم الأورام كبيرة الحجم تكون خبيثة، وتتمتع خلاياها بقدر كبير من الشراسة وسرعة الانتشار. 

ومن خلال تلك المعلومات التي ذكرناها سلفًا، قد يظن بعض المرضى أن الحل لمنع عودة الورم من جديد هو استئصال الكلى كليًا لمنع الخلايا السرطانية من العودة لها من جديد، فيا ترى هل هذا صحيح؟

هل استئصال الكلى كليًا من شأنه منع عودة المرض؟

قد يكون استئصال الكلى كليًا حلًا مناسبًا لعلاج سرطان الكلى في بعض الحالات والتخلص من المرض نهائيًا، لكن لا يمكنه منع عودة الورم إلى الكلى مرة أخرى.

ويرجع السبب إلى أن ارتداد الورم ليس بالضرورة أن يحدث في خلايا الكلية المصابة من قبل فقط، ولكنه قد يعود ويغزو الكلية الأخرى أو تمتد شراسته إلى أجزاء أخرى خارج الكلى مثل الكبد والرئة والغدد الكظرية والعظام.

لذلك لا يمكن اعتماد استئصال الكلى كليًا كإجراء مضمون لمنع عودة ورم الكلى مرة أخرى بعد استئصاله، ولكن من شأن بعض التدابير تقليل فرص عودة المرض. 

تدابير هامة لتقليل خطر عودة سرطان الكلى مرة أخرى

تنطوي أهم التدابير الضرورية لتقليل خطر عودة سرطان الكلى بعد استئصاله على ما يلي:

  • الالتزام بجلسات العلاج التكميلي ما بعد عملية استئصال ورم الكلى، مثل العلاج المناعي والموجه.
  • الحضور في مواعيد المراجعة الدورية لدى طبيب الأورام وعمل كافة الفحوصات اللازمة لمتابعة حالة الكلى وسلوك خلاياها بعد استئصال الورم، مثل اختبارات الدم والبول وفحص الرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية. 
  • الالتزام بنمط الحياة والنظام الغذائي الذي يوصي به الطبيب خلال فترة التعافي من عملية استئصال الورم.
  • مراجعة الطبيب المعالج عند معاناة المريض من أي أمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.

وبنهاية مقالنا الذي أتى بعنوان “هل يعود سرطان الكلى بعد استئصاله؟” نتمنى لكل محاربي السرطان الانتصار على هذا المرض دون عودة، والانطلاق بقوة ونشاط إلى حياتهم الطبيعية ومباشرتها من حيث توقفوا.