تعرفي على الورم الليفي في الرحم

يُعد تشخيص إحداهن بورم ليفي في الرحم فاجعة تُصيب قلبها بالذعر والخوف، وذلك لقلة ثقافتهن الطبية ومعرفتهن بطبيعة المرض وما توصل إليه الأطباء من طرق ووسائل متنوعة تُسهم في علاج الورم الليفي في الرحم، وهو ما سنوضحه تفصيليًا في السطور التالية.

ما هو الورم الليفي في الرحم؟

عادةً ما تأخذ أورام الرحم الليفية شكًلا مستديرًا، يمكن أن تبدو كعناقيد العنب تتكون في طبقة العضلات التي تتوسط جدار الرحم.
أورام الرحم الليفية أورام حميدة غير سرطانية ولا تتحول مع مرور الوقت إلى أورام سرطانية، إلا أن زيادة حجمها قد يتسبب في مشكلات صحية عديدة للمُصابة.

على الرغم من انتشار الورم الليفي في الرحم بين ما يزيد عن %50 من النساء البالغات ثلاثين من العمر، ووصولها إلى 90% لمن تجاوزت أعمارهن الخمسين عامًا، إلا أن الكثيرات لا يزلن يجهلن أبسط المعلومات الطبية عن أسباب وطرق علاج الورم الليفي في الرحم وسُبل التعافي منه.

تعرفي على: نصائح بعد عملية استئصال الورم الليفي

ما هي أسباب إصابة السيدات بأورام الرحم الليفية؟

تتعلق الإصابة بـ اورام ليفية في الرحم بنسبة إفراز هرمون الإستروجين في الجسم، والذي يعمل على تغذيتها وزيادة نموها.
كما تزداد احتمالية الإصابة بالورم في حال توفر المزيد من العوامل المؤثرة، مثل:

  • العامل الوراثي تاريخ عائلي من الأورام الليفية.
  • السمنة المفرطة وزيادة وزن الجسم (زيادة الوزن بنسبة 20٪ فأكثر عن وزنك المثالي).
  • عدم إنجاب الأطفال.
  • بداية الدورة الشهرية في وقت مبكر.
  • تأخر سن اليأس.

اعراض الورم الليفي في الرحم

عادةً ما يُكتشف الورم الليفي في الرحم لأول مرة خلال الفحص الدوري لدى طبيب أمراض النساء، إذ يمكن الشعور بها في أثناء الفحص الموضعي أو بالتصوير المقطعي.
نسبة قليلة فقط من النساء استطعن اكتشاف إصابتهن من خلال الأعراض المُصاحبة للإصابة، وتشمل اعراض تليف الرحم ما يلي:

  • نزيف شديد ومؤلم في أثناء الدورة الشهرية (الحيض).
  • نزيف بين فترات الدورة الشهرية (استحاضة).
  • انتفاخ أسفل البطن.
  • كثرة التبول (في حال ضغط الورم الليفي في الرحم على المثانة).
  • ألم في أثناء الجماع.
  • ألم أسفل الظهر.
  • إمساك.
  • إفرازات مهبلية مزمنة.
  • عدم القدرة على التبول أو إفراغ المثانة تمامًا.
  • زيادة انتفاخ البطن، مما يجعلك تبدو حاملاً.
  • قد تقل شدة اعراض الورم بالرحم أو تختفي بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض مستويات الهرمونات في الجسم.

طرق تشخيص الورم الليفي في الرحم

من أجل اختيار علاج الأورام الليفية الرحمية، من المهم للطبيب عند تشخيص الحالات المُصابة تحديد مكان نمو الأورام الليفية، وحجمها وعددها، لذا فإنه يقوم بإجراء العديد من الفحوصات، مثل:

التصوير بالموجات فوق الصوتية:

تُعد تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية من أشهر الوسائل التشخيصية المُستخدمة في المجال الطبي، والتي تُعطي الطبيب صورة كاملة لأنسجة الرحم من الداخل، فيستطيع رؤية الورم بوضوح.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):

يمنحنا الرنين المغناطيسي صورًا مفصلة للرحم وأنسجته عبر الاستعانة بموجات الراديو -الآمنة على الجسم-، ما يُسهل على الطبيب التشخيص.

تنظير الرحم:

خلال هذا الفحص يستخدم الطبيب جهازًا يسمى المنظار (أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا في نهايته) للنظر في الأورام الليفية داخل الرحم، عن طريق تمرير المنظار عبر المهبل وعنق الرحم ثم الانتقال إلى الرحم.

تصوير الرحم والبوق (HSG):

وهو تصوير مفصل بالأشعة السينية، حيث يتم حقن مادة صبغية أولاً لرؤية التفاصيل داخل الرحم بوضوح عند التصوير بالأشعة السينية.
من خلال الفحوصات السابقة يُمكن تحديد مكان الورم، والذي قد يتكون في:

  • تجويف الرحم: وهي الأورام التي تنمو داخل الرحم (التجويف) حيث ينمو الطفل في أثناء الحمل. وعليه قد تُصبح سببًا في تأخر الحمل أو الحمل خارج الرحم.
  • عضلات الرحم: وتنمو هذه الأورام وتتغلغل في جدار الرحم نفسه، وقد تتسبب في الولادة المبكرة للحامل.
  • السطح الخارجي للرحم: تتكون الأورام الليفية في هذه المرة على الغشاء الخارجي للرحم وترتبط به بشكل وثيق.
    بعد معرفة مكان وحجم الورم الليفي في الرحم بإجراء الفحوصات السابقة يحدد الطبيب احتياج المريضة للعلاج من عدمه، والوسيلة العلاجية الأنسب لها.

هل يمكن ترك مُصابات الورم الليفي في الرحم دون علاج؟

تُصدم بعض السيدات المُصابات في حال عدم وصف الطبيب دواءًا محددًا أو اتخاذ قرار بإجراء جراحة لاستئصال الورم الليفي كما يحدث مع الأورام السرطانية والاكتفاء بالانتظار إلى حين موعد انقطاع الطمث.
ولكن ما لا يُدركنه هو اختلاف طريقة تعامل الأطباء مع حالات ورم الرحم الحميد عن الخبيث، إذ ينبغي علاج سرطان الرحم في الحال لما قد يُسببه من مُضاعفات خطيرة على حياة المريضة، بينما قد تُترك بعض الأورام الحميدة دون علاج محدد، وذلك في حال:
إذا كان الورم الليفي صغير الحجم -لا يتجاوز حجمه بضع سنتيمترات-.
لا يسبب مضاعفات على صحة المريضة.
عندها يفضل الطبيب انتظار بلوغ المُصابة عمر انقطاع الطمث، وعندها يتوقف إفراز هرمون الإستروجين في الجسم وبالتالي يبدأ الورم الليفي في الانكماش حتى يضمر تمامًا.

هل يحدث حمل في ظل وجود أورام ليفية بالرحم؟

قد يحدث حمل على الرغم من عدم علاج اورام الرحم الليفية، ولكن في تلك الحالة سيُفرز الجسم مستويات مرتفعة من الهرمونات التي تدعم نمو الطفل، ولكنها قد تتسبب في زيادة حجم الورم الليفي أيضًا، ما قد يتسبب في:

  • منع الطفل من اتخاذ الوضعية الطبيعية داخل الرحم، مما يزيد من خطر الولادة المقعدية وعدم نزول رأس الجنين إلى الحوض قبل الولادة.
  • قد تكون المُصابة أكثر عرضة لخطر الولادة المبكرة أو الولادة القيصرية.
  • لذا ينبغي للمُصابة في تلك الحالة المتابعة مع الطبيب باستمرار والخضوع للفحص دوريًا للتأكد من عدم زيادة حجم الورم بمرور الوقت.

وسائل علاج الورم الليفي في الرحم

يمكن علاج ورم ليفي في الرحم بوسائل عدة، مثل:

العلاج الهرموني لأورام الرحم الليفية

إذا كان حجم الورم كبيرً نسبيًا ولا تزال المرأة في عمر الشباب، عندها يمكن علاج الورم الليفي في الرحم من خلال الأدوية الهرمونية، والتي تعمل على:

  • تقليل إفراز هرمون الإستروجين.
  • منع زيادة الورم في الحجم.
    قد يصف الطبيب بعض الأدوية الأخرى خلال رحلة العلاج الهرموني للاورام الليفية، منها: أدوية فقر الدم لتعويض كمية الدم التي يستهلكها الورم الليفي في أثناء الدورة الشهرية.
    كما قد يصف أيضًا بعض الأدوية المسكنة إذا كان الورم يتسبب في شعور المريضة بالألم عمومًا أو في أثناء الجماع خاصةً.

علاج الورم الليفي في الرحم بالتدخل الجراحي

تُستئصال أورام الرحم الليفية بطرق عدة، مثل:

  • استئصال الورم الليفي بالمنظار الرحمي: يمكن استئصال الورم الليفي عن طريق إدخال منظار (أداة رفيعة ومرنة تشبه الأنبوب) عبر المهبل وعنق الرحم إلى الرحم دون الحاجة إلى صُنع شقوق جراحية بالبطن.
  • استئصال اورام الرحم بمنظار البطن: يتشابه منظار الرحم مع منظار البطن في الأدوات المُستخدمة لاستئصال الورم من الرحم، إلا أنهما يختلفا في كيفية الإجراء، ففي حال منظار البطن يُجرى الجراح عدة شقوق في البطن لإدخال المنظار إلى الرحم واستئصال الورم.
  • عملية استئصال تليف الرحم بالجراحة المفتوحة: يتم استئصال أورام الرحم الليفية عن طريق الجراحة المفتوحة عبر صنع شق جراحي كبير في البطن وإدخال الأدوات الجراحية اللازمة من خلاله إلى مكان الورم بالرحم واستئصاله.

كم تستغرق عملية استئصال الورم الليفي من الرحم؟

تختلف فترة استئصال الورم الليفي من الرحم باختلاف نوعية الجراحة المُجراة، إذ تستغرق الجراحة بالمنظار الرحمي ما بين نصف ساعة إلى ساعة، بينما تستغرق الجراحة بمنظار البطن أو الجراحة المفتوحة ما يزيد عن ساعتين.

نصائح هامة خلال فترة علاج ورم الرحم

تحتاج النساء الخاضعات لـ علاج اورام ليفية في الرحم إلى العناية بأنفسهن عنايةً خاصة، والاهتمام بنظامهن الغذائي طوال فترة تلقي العلاج، إلى جانب الراحة التامة وتجنب ممارسة الأنشطة الشاقة ومراعاة ممارسة التمارين الرياضية اليومية البسيطة بانتظام.

أهمية النظام الغذائي الصحي خلال فترة العلاج

ينصح بالإكثار من تناول الخضراوات المختلفة، وخاصة الخضروات الصليبية، مثل: الجرجير، والبروكلي، والملفوف، والقرنبيط، والكرنب الأخضر، واللفت الأخضر، فهي غنية بالبيتا كاروتين.
يقوم الجسم خلال عملية الهضم بتحويل البيتا كاروتين إلى فيتامين أ، مما يعزز نمو وإصلاح الأنسجة، والتي يمكن أن تكون مفيدة جدًا في علاج الأورام الليفية.
إدراج الأطعمة الغنية بالحديد إلى الوجبات اليومية، إذ يتسبب الورم الليفي في الرحم في بعض الأحيان في فقدان النساء المزيد من الدم في أثناء الدورة الشهرية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى فقر الدم.
ولتعويض الخسارة المفرطة للحديد بسبب زيادة النزيف، يجب إدراج الأطعمة عالية الحديد في النظام الغذائي، مثل: اللحم البقري، بالإضافة إلى السبانخ والموز.

دور التمارين الرياضية في علاج أورام الرحم الليفية

للنشاط الرياضي دور أساسي في تحسين حالة الجسم، وإتمام للعمليات الحيوية وإفراز الهرمونات المختلفة، مثل: هرمون الإستروجين، لذا قد يُساعدك أداء التمارين الرياضية البسيطة على التعافي من المرض واستعادة نشاط جسمك.

أهمية الراحة التامة في أثناء علاج الورم الليفي في الرحم

أخذ قسط من الراحة والابتعاد عن بذل أي مجهود بدني زائد من أولى النصائح التي يُشدد عليها الأطباء خلال فترة علاج أورام الرحم الليفية، خاصة في حال الخضوع للجراحة، وذلك حتى تلتئم جروح الجراحة.

متى ينبغي مراجعة الطبيب على الفور؟

في حال شعورك بأي من الأعراض التالية بعد الخضوع لجراحة الورم الليفي في الرحم أو مع بداية تلقي العلاج الهرموني ينبغي لك مراجعة الطبيب على الفور:

  • ارتفاع درجة الحرارة والإصابة بالحمى.
  • الشعور بألم أو حرقة في أثناء التبول أو خروج دم مع البول.
  • وجود ألم مستمر بالرغم من استخدام المسكنات.
  • الحاجة إلى تغيير الفوط الصحية بمعدّل يزيد عن مرة كل ساعة.
  • صعوبة التنفس.
  • عدم القدرة على التبرّز أو إخراج الغازات.
  • تغيّر كمية أو طبيعة الإفرازات المهبلية.
    فعادةً ما تُشير الأعراض السابقة إلى الإصابة بالعدوى خلال إجراء الجراحة، أو مُضاعفات ناتجة عن عدم ملائمة وسيلة العلاج لحالتك أو تحسس الجسم من بعض المواد الفعالة، لذا ينبغي مراجعة الطبيب في الحال لعلاج ذلك الخطأ الطبي.
    لضمان الحصول على تشخيص دقيق لحالتك ووصف العلاج الأنسب لك، ننصحك باستشارة الدكتور محمد عبد الحميد –افضل دكتور جراحة اورام في مصر-.
    الدكتور محمد عبد الحميد طبيب متخصص في علاج سرطان المبايض والرحم، واستشارى جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، ومستشفى شفاء الأورمان بالأقصر، واستشارى جراحة الاورام بمستشفيات كليوباترا النيل بدراوى.
    .