مراحل سرطان الغدة الدرقية

ما إنْ تُصاب الغدة الدرقية بالسرطان تضطرب وظائفها وتختل مستويات الهرمونات التي تُفرزها، وكلما تقدّمت مرحلة المرض صار وضع المريض الصحي أكثر تدهورًا وسوءًا نتيجة انتشار الخلايا السرطانية إلى أعضاء أخرى بالجسم. فما مراحل سرطان الغدة الدرقية وكيف يمكن تشخيصها بدقة لتفادي مخاطر ذلك المرض؟ هذا ما سنتطرق إليه خلال المقال التالي.

نظام تصنيف مراحل سرطان الغدة الدرقية 

صنّف العلماء مراحل السرطان -عمومًا- وفق نظام تصنيف عالمي يُسمى “TNM” يقوم على دراسة خصائص الورم بما يشمل حجمه ومدى انتشاره إلى العقد الليمفاوية أو إلى أعضاء أخرى بالجسم، وفيه يُرمَز لكل مرحلة من مراحل المرض برقم بين 1 و 4 بحيث تأخذ المراحل المبكرة الرقم الأصغر.

وبناءًا على كل ذلك تُحدَد مراحل سرطان الغدة الدرقية -أو أي سرطان عمومًا- كالآتي:

  • المرحلة 1: فيها يكون حجم الورم أقل من 2 سنتيمترًا ومستقرًا في الغدة الدرقية دون أن يغزو العقد الليمفاوية أو أعضاء أخرى.
  • المرحلة 2: تندرج ضمنها الأورام الأكبر من 2 سنتيمترًا التي تُصيب الأنسجة المحيطة. وتظل احتمالات انتشار تلك الأورام إلى العقد الليمفاوية قائمة.
  • المرحلة 3: تشمل انتشار الورم إلى العقد الليمفاوية.
  • المرحلة 4: تُصنف الأورام ضمن هذه الدرجة إذا انتشرت إلى مختلف أعضاء الجسم.

وينبغي العلم أن السرطان مرض تتقدّم مراحله بسرعة وشراسة كلما مر الوقت دون الخضوع للعلاج، فالخلايا السرطانية ذات سلوكٍ شاذ تنقسم وتنتشر في الجسم بسرعة كبيرة مسببة خللًا وظيفيًا في كل عضو تُصيبه.

إقرأ ايضا: نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية

كيف يتم تحديد مرحلة سرطان الغدة الدرقية؟

إنّ تَعقُّد مراحل سرطان الغدة الدرقية ودقّة الاختلافات الموجودة بينها أمر يدعو بعض الأفراد للتساؤل: كيف يتم تحديد مرحلة سرطان الغدة الدرقية بطريقة سليمة؟ وهو سؤال هام الشأن تنصرف الأذهان كثيرًا إلى التفكير في إجابته، نظرًا لاعتماد الخطة العلاجية -في المقام الأول- على مرحلة السرطان ودرجة شراسته.

وتتلخص إجابة السؤال في أن اللجوء إلى إجراء الفحوصات التالية للمريض هو الأمر الذي يُساعد الطبيب على تحديد مرحلة الورم الخبيث والوقوف على خصائص خلاياه:

  • الفحص السريري (البدني)

يُعطي الفحص البدني في العيادة تصورًا مبدئيًا للطبيب حول مراحل سرطان الغدة الدرقية، فخلاله يفحص الطبيب رقبة المريض والعقد الليمفاوية القريبة منها باحثًا عن أي كُتل أو توّرم، ويفحص -أيضًا- بقية العقد الليمفاوية في الجسم لمعرفة مدى انتشار الورم إليها. وإذا وجد الطبيب أي كتل فإنه يفحص ملمسها ومدى صلابتها.

  • الاختبارات التصويرية

يطلب الطبيب خضوع مريضه لعدة أشعّات على الرقبة من أجل تحديد أي مراحل سرطان الغدة الدرقية هي التي يعانيها، وأهم تلك الأشعّات: الموجات فوق الصوتية (السونار)، وإذا لزم الأمر يمكن إجراء أشعة الرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية.

  • التحاليل المعملية

يخضع المريض لتحاليل معملية تهدف إلى قياس مستوى الهرمونات التي تُفرزها الغدة الدرقية. وبالاطلاع على نتائج تلك التحاليل يُقيّم الطبيب أداء الغدة الوظيفي.

  • أخذ العينّة

في بعض الحالات يأخذ الطبيب عينّة من نسيج الورم لتحديد نوعه وسلوكه، مستخدمًا الإبر الدقيقة المخصصة لذلك الغرض. وبعد الحصول على العينة يفحصها المختصون تحت الميكروسكوب في المعامل المخصصة.

الجراحة..  الوسيلة الأفضل لعلاج مراحل سرطان الغدة الدرقية 

الاستئصال الجراحي هو الأصل في علاج مختلف مراحل سرطان الغدة الدرقية، وهو إجراء دقيق يشمل استئصال الغدة الدرقية كاملةً بما تحويه من خلايا خبيثة أو استئصالها جزئيًا، وقد يلجأ الطبيب -بحسب الحالة- إلى استئصال العقد الليمفاوية في أثناء الإجراء نفسه.

ولا يستغرق ذلك التدخل الجراحي سوى ساعة ونصف -تقريبًا- وبعده يُقيم المريض مدة يومٍ في المستشفى لمراقبة وضعه الصحي. ومن أجل الوصول إلى أفضل معدلات الأمان ينبغي أن يُجري تلك العملية طبيب جراحة أورام متخصص له رصيد كبير من جراحات استئصال الغدة الدرقية الناجحة.

ما بعد علاج سرطان الغدة الدرقية عبر الاستئصال الجراحي

بعد علاج سرطان الغدة الدرقية عبر الاستئصال الجراحي الكامل يُرسل الطبيب الغدة المُستأصلة إلى معمل “باثولوجي” (معمل متخصص في تحليل الأنسجة) من أجل معرفة نوع الورم وسلوك الخلايا، وبناءًا عليه يُحدد الطبيب البروتوكول العلاجي التالي للجراحة.

فإذا تبيّن عن طريق الفحص المعملي أن الخلايا خبيثة وُحدد درجة شراستها، يضع الطبيب خطة علاجية مُكمّلة (Adjuvant therapy) تشمل الخضوع لعدد من جلسات العلاج الكيماوي أو الإشعاعي بناءًا على قرار طبيب الأورام المختص. 

نختتم حديثنا هذا موضحين بأن اعراض ورم الغدة الدرقية  تظهر في هيئة تورّم في الرقبة وتغيّر في نبرة الصوت وصعوبة في البلع، وعند ملاحظة أي منها ينبغي التوجه فورًا إلى الطبيب المختص من أجل الحصول على تشخيص سليم والخضوع لعلاجٍ يقضي على الخلايا الخبيثة بالفاعلية القصوى.

يتمنى فريق عمل عيادة الدكتور محمد عبد الحميد -استشاري جراحة الأورام والمناظير- الشفاء لكل مَن شكا ألمًا، ويتشرف باستقبال جميع استفساراتكم وطلبات حجز مواعيد الكشف عبر أرقام التواصل المتاحة على الموقع الإلكتروني.