ما هي أعراض ورم المريء الحميد؟

يشعر بعض الأشخاص بالضيق والانزعاج في أثناء البلع وعادةً ما يتجاهلون الأمر حتى تزداد حدة الأعراض، في تلك المرحلة تساورهم الشكوك بإصابتهم بُمشكلة ما، ولكن لا يُخيل إليهم أن تلك المُشكلة قد تكون ورمًا في المريء. نوضح لكم الآن أعراض ورم المريء الحميد والخبيث (السرطاني)، كما نوضح خطوات تشخيص كل نوع وعلاجه.

ما هو ورم المريء الحميد؟

المريء هو الأنبوب العضلي الطويل المسؤول عن نقل الطعام من الحلق إلى المعدة، وقد تنمو -أحيانًا- أورام حميدة غير سرطانية داخل قناة المريء وقد تكون صغيرة ولا تحتاج إلى علاج، وأحيانًا تكون كبيرة الحجم بما يكفي لسد مجرى المريء أو الضغط على الأعضاء المجاورة، وفي تلك الحالة لا بد من علاجه.

إذًا ما هي أعراض ورم المريء الحميد التي ينبغي لنا استشارة الطبيب فور مُلاحظتها والخضوع للفحص لتحديد حجم الورم واختيار الوسيلة المناسبة لعلاجه؟

ما هي أعراض ورم المريء الحميد؟

قد لا تسبب أورام المريء الحميدة أي أعراض إذا كانت صغيرة الحجم، لكن إذا نمت بمعدل سريع وكبير فإنها قد تسبب بعض الأعراض المزعجة، وأعراض ورم المريء الحميد هي كالتالي:

  • صعوبة البلع.
  • ألم في الصدر.
  • نزيف في المريء.
  • وجود قرح مفتوحة في المريء.
  • التصاق الطعام في الجزء الخلفي من الحلق.

الجدير بالذكر أن معظم أورام المريء الحميدة لا تحتاج إلى علاج، لكن في حالة ظهور أعراض ورم المريء الحميد السابق ذكرها فإن الطبيب يوصي باستئصال الأورام الحميدة الموجودة داخل الغشاء المخاطي للمريء للتخلص من تلك الأعراض المزعجة والمؤلمة، وتُجرى العملية عن طريق المنظار، وهو إجراء غير جراحي وآمن تمامًا. 

ما هو تضيق المريء الحميد؟

يحدث تضيق المريء الحميد نتيجة ارتداد حمض المعدة إلى المريء لفترات طويلة، مما يسبب إتلاف بطانة المريء والتهابها، بالإضافة إلى تكوين أنسجة ندبية تتسبب في ضيق أنبوب المريء الأمر الذي يؤدي إلى معاناة البلع، وأحيانًا قد يسبب الانسداد الكامل ويمنع مرور السوائل والأطعمة إلى المعدة نهائيًا.

تعد هذه الحالة غير سرطانية لكنها قد تسبب العديد من المضاعفات، وهي كالتالي:

  • سوء التغذية.
  • الجفاف.
  • الالتهاب الرئوي التنفسي؛ نتيجة دخول الطعام أو السوائل أو القيء إلى داخل الرئة.
  • ثقب المريء.
  • الاختناق.

الخلاصة..  ينبغي علاج ضيق المريء إذا كان كبيرًا للحفاظ على حياة المريض، نظرًا لأن هذه المضاعفات خطيرة ومهددة للحياة.

كيف يتم علاج تضيق المريء الحميد؟

في حال معاناة المريض أعراض تضيق المريء فإن الطبيب يقوم بتوسيع المريء عن طريق:  

  1. تخدير المريض بالبنج الكلي حتى لا يشعر بأي انزعاج.
  2. استخدام منظار داخلي يمر عبر الفم وصولًا إلى المريء.
  3. وضع موسع في مكان التضييق، وغالبًا ما يستخدم موسع البالون (وهو أنبوب رفيع يوجد في طرفه بالونًا صغيرًا).
  4. نفخ البالون لتوسيع المنطقة الضيقة من المريء.
  5. الأستيرويد (الكورتيزون) في المنطقة المعالجة، لمنع عودة التضييق مرة أخرى.

ما هي اعراض سرطان المريء المبكر؟

يُعد سرطان المريء عاشر أكثر أنواع السرطان شيوعًا، وينتج عن طفرة جينية في الحمض النووي لخلايا المريء تتسبب في انقسام الخلايا بمعدل غير طبيعي، ما يؤدي إلى تكون كتل نسيجية غير طبيعية تنتشر إلى الأعضاء المُحيطة بالمريء

لا يسبب سرطان المريء أعراضًا ملحوظة في بدايته، إذ اعراض سرطان المريء المبكر تقتصر على صعوبة البلع فقط، لكن مع تقدمه وانتشاره فإنه يسبب الأعراض التالية:

  • السعال المزمن.
  • السعال الدموي.
  • القيء الدموي.
  • بحة الصوت.
  • فقدان الوزن غير المقصود.

ما هي طرق علاج سرطان المريء؟

يعتمد علاج سرطان المريء على حجم الورم ومدى انتشاره، وطرق علاجه كالتالي:

  • استئصال الورم المبكر، باستخدام المنظار إذا كان صغير الحجم ولم ينتشر بعد إلى أماكن أخرى بالجسم.
  • استئصال المريء، عبر إزالة الجزء الذي تنمو به الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى الجزء العلوي من المعدة والعقد الليمفاوية القريبة. بعد ذلك يتم سحب المعدة لأعلى وتوصيلها بالجزء المتبقي من المريء.
  • العلاج المساعد ويُجرى قبل أو بعد الجراحة لقتل الخلايا السرطانية، وللعلاج المُساعد نوعان هما: العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، وقد يكتفي الطبيب بواحد منهم أو كلاهما معًا وفقًا لحالة المريض الصحية.

نكون بذلك قد وضحنا سرطان المريء: الأسباب والأعراض وطرق العلاج. نشرح الآن كيف يتأكد الطبيب من نوع الورم هل هو حميد أم سرطاني ليضع الخطة العلاجية المناسبة.

كيف يتأكد الطبيب من نوع الورم؟

إذا ظهرت أعراض ورم المريء الحميد أو السرطاني أو ضيق المريء السابق ذكرها فلا بد من زيارة الطبيب المختص لإجراء مجموعة من الفحوصات لتحديد سبب تلك الأعراض والبدء في رحلة العلاج، وتشمل الفحوصات الآتي:

  1. التنظير الهضمي العلوي: يُجرب باستخدام أنبوب المنظار المزود بكاميرا في نهايته ليمر عبر الحلق ويرى الطبيب المريء جيدًا، كما يأخذ عينة من الأنسجة في بعض الحالات لتحليلها لاحقًا في المختبر والتأكد من نوع الورم وهل هو حميد أم سرطاني.
  2. مخطط المريء بالباريوم: يبتلع المريض الصبغة (وهي سائل يحتوي على الباريوم) ثُم تصوير المريء بالأشعة السينية لمتابعة حركة العضلات، والتأكد من وجود أي أورام أو تضيق داخله.
  3. اختبارات التصوير: قد يطلب الطبيب إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي أو عمل أشعة مقطعية لتكوين صور واضحة لأبعاد المريء وإظهار أي كتل أو أورام به.

النظام الغذائي والوقاية من سرطان المريء

يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان المريء عبر اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى التخلص من الدهون الزائدة بالجسم للوصول إلى الوزن المثالي والحفاظ عليه -لذلك يجب فقدان الوزن ببطء وثبات لمنع استعادته من جديد-.

 كما يمكن اتباع النصائح التالية -أيضًا- إلى جانب النظام الغذائي للوقاية من سرطان المريء:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية.
  • الإقلاع عن التدخين.

نكون بذلك قد وضحنا خلال هذا المقال اورام المريء غير السرطانية وطرق العلاج المتاحة، فإذا كان لديكم أي أعراض مشابهة ننصحكم بزيارة الطبيب المختص بأسرع وقت للإطمئنان على صحتكم.

إذا كان لديكم مزيد من الأسئلة أو الاستفسارات يمكنكم التواصل مع الدكتور محمد عبد الحميد -استشاري ومدرس جراحة الأورام والمناظير- عبر الأرقام التالية: