استئصال الأورام الليفية لم يعد إجراءًا يحمل في طياته تحديات عدة بالنسبة للجراح، إذ طُورت عديدًا من التقنيات التي جعلته أكثر أمانًا وفاعلية، أشهرها المنظار الجراحي.
لذلك عزمنا من خلال مقالنا التالي على الإجابة عن أهم الأسئلة الخاصة بعملية استئصال الأورام الليفية بالمنظار، مثل” متى تكون الجراحة الحل العلاجي الوحيد”، و”كم تستغرق عملية استئصال الورم الليفي بالمنظار؟”
متى تكون الجراحة الحل الوحيد لعلاج الأورام الليفية؟
لا يلجأ الأطباء عادة إلى علاج الأورام الليفية بالجراحة إلا في حالات معينة، كوجود الأورام الليفية بأحجام وأعداد كبيرة مسببة انسداد عنق الرحم، وآلام شديدة ومزمنة في أسفل البطن، إضافة إلى النزيف المهبلي الشديد غير المستجيب للأدوية.
وتكون الجراحة خيارًا علاجيًا -أيضًا- بالنسبة للزوجات اللاتي يعانين تأخر الإنجاب أو الإجهاض المتكرر بسبب وجود الأورام الليفية في تجويف الرحم.
قديمًا، كانت تخشى المصابات الخضوع لهذه الجراحة؛ خوفًا من حدوث التصاقات في البطن والرحم تفاقم آلامهن، ولكن استخدام المنظار الجراحي -سواء البطني أو الرحمي- تلافى جميع المضاعفات المحتملة، ورفع من نسب نجاح عملية استئصال الورم الليفي.
كما ساهم المنظار -أيضًا- في تسريع مدة التعافي من العملية؛ لأن استخدامه لا يستلزم صنع شقوق جراحية كبيرة في البطن أو الرحم، كما يتيح رؤية ثاقبة لتجويف الرحم وسطحه، وبالتالي ينخفض احتمال وقوع أخطاء طبية.
كم تستغرق عملية استئصال الورم الليفي بالمنظار؟
تختلف مدة عملية استئصال ورم الرحم الليفي بناءًا على مجموعة من العوامل، أهمها حجم الأورام وأعدادها وموقعها داخل الرحم.
ولكن عامةً وبناءًا على تقدير الجراحين، تستغرق عملية استئصال الورم الليفي صغير الحجم مدة تصل إلى 15 دقيقة، ولكن حال زيادة عدد الأورام الليفية وحجمها قد تمتد العملية إلى قرابة 3 أو 4 ساعات.
لذلك تُترك الإجابة الدقيقة عن سؤال “كم تستغرق عملية استئصال الورم الليفي بالمنظار؟” للطبيب المتابع للحالة.
ما نسبة نجاح عملية استئصال ورم بالرحم من النوع الليفي؟
بحسب تقديرات جراحي الأورام تتجاوز نسبة نجاح عملية استئصال الورم الليفي 85%، وقد ترتفع في بعض الحالات لأكثر من ذلك؛ إذ يتحكم في نسبة نجاح العملية عوامل عدة، لعل أهمها
- خبرة وكفاءة الجراح، التي لا تقتصر دورها فقط على أداء خطوات العملية بنجاح، ولكن يمتد تأثيرها إلى مرور المريضة بفترة تعافِ آمنة دون مضاعفات.
- التقنية المستخدمة في العملية، إذ ترتفع نسبة نجاح عملية استئصال الورم الليفي بالمنظار مقارنة بالجراحة المفتوحة.
- عدد الأورام الليفية وحجمها وموقعها، والتي تؤثر حتمًا في نتيجة العملية وقدرة المرأة على الإنجاب فيما بعد.
متى يضطر الطبيب إلى استئصال الرحم لعلاج الأورام الليفية؟
قد يكون استئصال الرحم خيارًا أخيرًا لعلاج أورام الرحم الليفية في حالات معينة نوضحها بشيء من التفصيل في الآتي:
- السيدات اللاتي يعانين نزيفًا شديدًا ومستمرًا نتج عنه الإصابة بفقر الدم ومضاعفات أخرى.
- الحالات التي لاحظ الطبيب بدء تحور خلايا الأورام الليفية لديهن إلى أورام سرطانية، وهي حالات ضئيلة جدًا وغير شائعة الحدوث.
حينئذ يكون استئصال الرحم هو القرار الأقرب للصواب؛ للحفاظ على حياة المريضة ووقايتها من مضاعفات أخرى خطيرة.
هل الأفضل حينئذ استئصال الرحم الجزئي أم الكلي؟
يُفضل جراحو الأورام الاستئصال الكلى للرحم في الحالات السابقة؛ للسيطرة بإحكام على النزيف وضمبان عدم تكوّن أورام ليفية في أجزاء الرحم المتبقية، إضافة إلى وقاية بعض السيدات من خطر ارتداد الأورام السرطانية مرة أخرى إلى أجزاء الرحم أو خارجه.
ولكن لا شك أن قرار استئصال الرحم لا يمر بهذه السهولة سواء على الجراح أو المريضة، فهو يستدعي دراسة دقيقة للحالة، وخاصة إذا ما زالت المريضة في عمر الخصوبة.
بنهاية مقالنا نتمنى أن تكون إجابتنا عن سؤال “كم تستغرق عملية استئصال الورم الليفي بالمنظار؟” لم تُثر بعض القلق لديكم، فقد تعتقدون أن المدة التي ذكرناها طويلة للغاية، ولكنها طبيعية بالنسبة للأورام الليفية كبيرة الحجم كثيرة العدد، لذلك لا داعي للقلق بشأن ذلك.
أما عن عملية استئصال الرحم فيمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عنها وعن آثارها الجانبية من خلال استشارة الدكتور محمد عبد الحميد -استشاري جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام-.
للحجز والاستفسار تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني أو عبر الواتساب.