علاج سرطان الثدي

يُعَد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا حول العالم، ويحتل المرتبة الأولى بين أكثر السرطانات انتشارًا، يليه سرطان الجلد. وتبعًا للإحصائيات التي أُجْرِيَت في العام 2020 على النساء في الولايات المتحدة، وجد الباحثون أن ما يزيد عن 2.25 مليون سيدة شُخّصت بسرطان الثدي، ومن المتوقع إصابة نحو 300 ألف سيدة أخرى بهذا السرطان خلال العام 2023. ويؤكد الأطباء وجود عوامل عدة تسهم في بناء الخطة العلاجية المناسبة لكل مريضة على حدة، بما يزيد فعالية وسائل علاج سرطان الثدي.

دعونا نتعرف خلال هذا المقال على أهم هذه العوامل، إلى جانب اكتشاف الأساليب العلاجية المتاحة والفعالة للتغلب على سرطان الثدي.

نبذة عن أورام الثدي وعوامل الخطر

تتطور أورام الثدي عندما يحدث نمو غير طبيعي ومتسارع لخلايا الثدي بمختلف أنواعها بما في ذلك الغدد الثديية أو قنوات اللبن أو الأنسجة الضامة التي تتكون عادة من خلايا ليفية ودهنية.

وتوجد أنواع عدة لأورام الثدي تبعًا لمجموعة من التصنيفات، أهمها:

  • نوع الخلايا المصابة

إذ تتطور أكثر أنواع أورام الثدي شيوعًا في الغدد الثديية والقنوات التي تحمل اللبن من الغدد الثديية إلى الحلمة.

  • درجة انتشار ونمو الخلايا

تصنف أورام الثدي حسب درجة انتشار الخلايا إلى نوعين أساسيين، وهما:

  1. أورام الثدي الحميدة، والتي ينتج عنها تكون كتلة غير سرطانية بالثدي لا تنتشر خارجه أبدًا
  2. أورام الثدي الخبيثة، والتي تنتشر عبر الأوعية الدموية والأوعية الليمفاوية خارج نطاق الثدي إلى أجزاء الجسم المختلفة

وترجع إصابة السيدات بأورام الثدي بمختلف أنواعها إلى تعرضهم للعديد من عوامل الخطر التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض عن غيرهم، وأهمها:

  • التقدم في العمر، إذ تُشخص معظم حالات أورام الثدي لدى سيدات تجاوزن سن الخمسين.
  • العامل الوراثي، إذ تزداد فرص الإصابة بسرطان الثدي لدى السيدات اللاتي عانى أحد أقربائهن من هذا المرض.
  • الوصول إلى سن البلوغ قبل عمر 12 سنة، أو الوصول لفترة انقطاع الطمث بعد سن ال 55 يُعرض السيدات لفترات طويلة من التقلبات الهرمونية، ويزيد من خطر
  • الإصابة بسرطان الثدي.
  • كبر حجم الثدي.
  • السمنة المفرطة وقلة النشاط البدني.
  • العلاج الهرموني، مثل تناول أنواع معينة من حبوب منع الحمل.
  • تأخر الإنجاب أو عدم الإنجاب على الإطلاق

اعراض سرطان الثدي

عادة ينتج عن التعرض للعوامل السابقة بعض التغيرات والأعراض التي تلاحظها السيدات وتدفعهن إلى الاستشارة الطبية العاجلة، وأهمها:

  • تغير في حجم الثدي أو في شكله أو في مظهر الحلمات.
  • ظهور كتلة صلبة محسوسة ومختلفة عن باقي نسيج الثدي.
  • احمرار وتجعد في جلد الثدي.
  • إفرازات دموية من الحلمات في المراحل المتقدمة.

لذا إذا شعرتِ بأي من هذه التغيرات في الثدي عليك بزيارة افضل دكتور جراحة اورام في القاهرة لفحص حالتك بدقة والبدء برحلة العلاج على الفور، إذ يُسهم التشخيص المبكر في نجاح رحلة العلاج بنسبة 95%.

ما هي الأسس التي تُحدد خطة علاج سرطان الثدي؟

يعتمد الأطباء على مجموعة من الأسس لرسم الخطة العلاجية المناسبة لحالة كل مريضة وتحقيق أفضل النتائج من هذه الخطة، أهمها:

  • نوع الورم المشتبه به.
  • الأعراض والعلامات التي ظهرت على الثدي المصاب.
  • في أي مرحلة تم اكتشاف الورم.
  • عمر المريضة والحالة الصحية العامة لها.
  • النتائح التي وضّحتها الفحوصات المخصصة للكشف عن أورام الثدي.

اقرأ ايضا: اعراض الورم الليفي في الرحم

فحوصات للكشف عن سرطان الثدي

يعتمد الأطباء على عدة فحوصات هامة عندما يكتشفوا خلال الفحص السريري عن وجود كتل غير طبيعية ومختلفة عن نسيج الثدي، وذلك لتحديد خطة علاج سرطان الثدي بدقة.
ومن أهم الفحوصات التي تخضع لها المريضة:

  • أشعة الماموجرام التي تعد أفضل فحوصات الكشف عن سرطان الثدي، خاصة في السيدات التي تمتلكن أثداءًا كبيرة الحجم.
  • الموجات فوق الصوتية التي يمكنها الكشف بدقة على أنسجة الثدي والتفرقة بين الكتل السرطانية وأكياس الماء.
  • الرنين المغناطيسي للكشف عن الخلايا السرطانية بدقة، ومدى نموها وانتشارها في أجزاء الثدي، وقد تُحقن بعض الصبغات في أثناء هذا الفحص لمزيد من الاستكشاف وتقييم حالة الثدي.
  • أخذ عينة من الخلايا المشتبه بها لتحديد نوع السرطان والمرحلة التي وصل إليها المرض.
  • إجراء بعض الفحوصات على العينة المأخوذة من الورم مثل فحص المؤشرات الحيوية للورم، وبعض الفحوصات الجينية، وفحص مستقبلات هرمون HER2.

تسهم هذه الفحوصات في تقييم حالة المريضة كاملة، ومعرفة احتياجها لبعض الأساليب العلاجية قبل التدخل الجراحي من عدمه، وتقييم مدى استجابتها لبعض الأساليب الحديثة المتبعة في علاج سرطان الثدي، مثل العلاج الهرموني والعلاج الموجه، لذا لا تقل هذه الفحوصات أهمية عن خطوات العلاج، بل تعد حجر الأساس في رحلة التعافي.

الأساليب المتبعة في علاج سرطان الثدي

قبل أن نتحدث تفصيلًا عن الأساليب المتبعة في علاج سرطان الثدي وجب علينا أن نوضح وجود اختلاف شديد بين هذه الأساليب عن علاج اورام الثدي الحميدة، ففي كثير من الحالات لا تستدعي الأورام الحميدة سوى المتابعة الدورية لحالة الورم لدي طبيب الأورام دون أي تدخل طبي، أما عن أورام الثدي الليفية من النوع الحميد فيكون التدخل الطبي الوحيد هو عملية استئصال الورم الليفي في الثدي، والمتابعة الدورية لدى الطبيب المختص أيضًا.

أما عن أساليب علاج سرطان الثدي فغالبًا ما يتلقى المرضى أكثر من نوع من العلاج، وأهم هذه الطرق:

  • التدخل الجراحي

قد يكون التدخل الجراحي هو الخطوة الأساسية في علاج سرطان الثدي، إذ يُجرى بهدف استئصال الخلايا السرطانية من الثدي المصاب، ومن ثم اللجوء إلى الأساليب العلاجية الأخرى لمحاصرة هذا الورم ومنع انتشاره للمزيد من الخلايا داخل أو خارج الثدي.

تختلف أنواع جراحة اورام الثدى من مريضة لأخرى حسب الغرض من الجراحة، والمرحلة التي تمر بها المريضة من السرطان، وتشمل أشهر هذه الأنواع:

  • عملية استئصال الثدي كاملًا.
  • عملية استئصال ورم من الثدى.
  • عملية استئصال العقد الليمفاوية القريبة من الثدي.

قد تستدعي بعض الحالات الخضوع لأساليب علاجية أخرى قبل التدخل الجراحي، مثل العلاج الكيميائي لتقليص حجم الورم ومن ثم استئصاله.

  • العلاج الإشعاعي

يلجأ الاطباء إلى العلاج الإشعاعي عادة بعد الجراحة ويُحدد الطبيب عدد الجلسات التي تحتاجها كل مريضة حسب حجم الورم ونوعه والمرحلة التي اكتُشف فيها.

  • العلاج الكيميائي

يلجأ الأطباء للعلاج الكيميائي أيضًا إما عن طريق أقراص تؤخذ عن طريق الفم أو محاليل وريدية بعد الجراحة للقضاء على ما تبقى من الخلايا السرطانية. وتحدد عدد الجلسات حسب حالة كل مريضة، وقد يلجأ الأطباء لهذا العلاج أيضًا قبل الجراحة بهدف تقليص حجم الورم.

  • العلاج الهرموني

يعتمد نمو بعض أنواع سرطانات الثدي على هرمونات معينة تنتجها أجسامنًا طبيعيًا، وهما هرموني الإستروجين والبروجسترون، لذا تعتمد فكرة العلاج الهرموني على استخدام بعض الأدوية التي تحد من مستوى هذه الهرمونات في أجسام مريضات سرطان الثدي أو تبطل عملها.
يُتبع العلاج الهرموني عادة بعد الجراحة والعلاج الكيميائي، وتُحدد المدة التي يستغرقها حسب نوع وحجم الورم والمرحلة الكائن عليها.

  • العلاج الموجه

يستخدم العلاج الموجه مع أنواع معينة من سرطانات الثدي يُحددها الطبيب المختص، وتعتمد فكرته على تغيير سلوك خلايا الثدي، أي منع تطورها إلى خلايا سرطانية، ومنع الخلايا السرطانية الموجودة من النمو والانتشار.
لا يمكن الاعتماد على العلاج الموجه وحده في علاج سرطان الثدي، بل يتبع جنبًا إلى جنب مع العلاج الهرموني أو اساليب العلاج الآخرى حسب رؤية الطبيب.

وجب علينا أن ننوه أنه ليس بالضرورة أن يخضع جميع مرضى سرطان الثدي لهذه الأساليب العلاجية كلها، بل تُحدد الخطة المناسبة لكل مريض تبعًا للأسس التي ذكرناها سابقًا.
ويمكنكم الدخول على الرابط التالي “علاج سرطان الرحم” للاطلاع على المزيد من التفاصيل حول طرق العلاج..

أسئلة شائعة عن علاج سرطان الثدي

كم يستغرق علاج سرطان الثدي؟

تتوقف المدة التي يستغرقها علاج سرطان الثدي على عدة عوامل، أهمها: حجم ونوع الورم، والمرحلة التي اكتشف فيها المرض، ونوع العلاج المتبع، ومدى استجابة الخلايا السرطانية لهذا العلاج، لذا لا توجد إجابة قاطعة عن هذا السؤال بل تختلف المدة من مريض لآخر.

كم تستغرق عملية استئصال ورم الثدي؟

عادة تستغرق عملية استئصال ورم الثدي نحو 15-40 دقيقة، وقد تزداد هذه المدة تبعًا لحجم وموقع الورم وحالة المريضة العامة.

كم تبلغ نسبة نجاح عملية سرطان الثدي؟

تتوقف نسبة نجاح عملية استئصال الثدي على عدة عوامل، أهمها خبرة ومهارة جراح الأورام القائم على العملية، ونوع وحجم الورم ومرحلته، والحالة الصحية العامة للمريضة، ولكن بصفة عامة تُقدر نسبة الشفاء من سرطان الثدي بنحو 95% وذلك في حالة الكشف المبكر عن المرض والخضوع للعلاج على الفور.

ما مضاعفات عملية استئصال الثدي؟

تشمل مضاعفات عملية استئصال الثدي ما يلي:

  • آلام شديدة بعد العملية.
  • حدوث تورم وتجمع دموي في مكان الجرح.
  • حدوث عدوى في جرح العملية وعدم التئامه كاملًا.
  • خدر وتنميل في الصدر، وقد يمتد إلى الكتف والذراعين.
  • عدم تماثل شكل الثديين.

لمزيد من التفاصيل عن عمليات استئصال اورام الثدي والاحتياطات الواجب على المرضى اتخاذها قبل وبعد العملية وتعليمات فترة التعافي يمكنكم الحصول على الاستشارة الطبية المقدمة من الدكتور محمد عبد الحميد -استشاري ومدرس جراحة الأورام والمناظير- من خلال الأرقام الموضحة على موقعنا الإلكتروني أو زيارتنا في العنوان التالي:
١١٩ شارع التحرير بالدقي برج المصرى الإدارى الدور السادس.