“فوجئت بظهور بعض المضاعفات المزعجة مثل الإمساك والغازات الزائدة خلال فترة النقاهة بعدما ظننت أن معاناتي ستنتهي بانتهاء العملية، لكن هذا لم يحدث” .. ربما يكون هذا لسان حال الكثير من المرضى الذين يشعرون بخيبة الأمل جراء انتفاخ البطن بعد عملية استئصال القولون، فما هي أسبابه؟ وهل يرتبط ظهوره بطريقة إجراء العملية؟ وكيف يساهم أسلوب الحياة في تفاقم المشكلة؟ هذا ما سنعرفه معًا في مقالنا اليوم.
أسباب انتفاخ البطن بعد عملية استئصال القولون
يُعدّ تعطل وظيفة الأمعاء عن امتصاص الماء والعناصر الغذائية المتبقية في الطعام المهضوم أحد أهم أسباب انتفاخ البطن بعد عملية استئصال القولون، لكنه ليس السبب الوحيد، إذ تتضمن الأسباب أيضًا ما يلي:
- تتطلب إجراءات العملية تحريك الأعضاء من موضعها، مما يسبب دخول الهواء بين تجويف البطن وانتفاخها.
- وجود التصاقات أو ندبات جراحية (scar tissue) ملتهبة ومتورمة في موضع الجراحة؛ مما ينتج عنه انسداد الأمعاء، ومن ثم احتباس الغازات وانتفاخ البطن.
- يمكن أن تتسبب الجراحات الكبرى مثل عملية استئصال القولون في التهاب الغشاء البطني (الغشاء المُغطي لتجويف البطن) والأوعية الدموية والليمفاوية المُحيطة بموضع الجراحة، مما يسبب تراكم السوائل واحتباسها في البطن .
- ضعف حركة الأمعاء أو إصابتها بالشلل المؤقت بعد العملية (postoperative ileus) كأحد مضاعفات التخدير المحتملة.
- العدوى أو اختلال توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء وفرط نموها، مما يؤدي إلى إنتاج الغازات بصورة غير طبيعية وانتفاخ البطن.
تعرف على: اعراض ما بعد منظار القولون
العلاقة بين طريقة استئصال القولون وانتفاخ البطن
تختلف طريقة استئصال القولون كليًا أو جزئيًا باختلاف سبب العملية، وتجرى بإحدى طريقتين تبدآن بملء تجويف البطن بغاز مخصص لتسهيل رؤية الأعضاء والعمل عليها، ومن ثم تتضمن العمليتين الآتي:
-
الجراحة التقليدية
وفيها يحتاج الطبيب لإجراء شق جراحي أسفل السُّرة ليستأصل من خلاله ما تضرر من القولون بالأدوات الجراحية المعروفة؛ لذا ترتفع احتمالية تضرر أحد الأنسجة أو الأوعية الدموية المُحيطة وتزيد معها احتمالية تورمها والتهابها وتسرب السوائل منها، علاوةً على احتمالية احتباس الغاز المذكور سلفًا أو كمية من الهواء المتسلل إلى تجويف البطن -كما أشرنا- مسببًا انتفاخها.
-
استئصال القولون بالمنظار
تُجرى العملية بهذه التقنية عن طريق عمل عدة شقوق صغيرة، ثم يمرر الطبيب أنبوب المنظار المزوَّد بالكاميرا عبر إحداها ليرى موضع المشكلة ثم يستأصله، وهذا يعني إن نسبة انتفاخ البطن بعد العملية منخفضة إذا قورنت بالجراحة التقليدية.
عاداتٌ تساهم في انتفاخ البطن بعد استئصال القولون
قد لا تصدق إن نمط حياتك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بظهور بعض الآثار الجانبية بعد استئصال القولون، ولا سيما انتفاخ البطن، لذا احرص على تجنب العادات الآتية:
- اتباع نظام غذائي غير صحي، وتناول الأطعمة المُحفزة لانتفاخ البطن، خاصةً في مرحلة التعافي، مثل: الثوم، والبصل، والوجبات السريعة أو الدسمة، والمقليات. وينصح الأطباء دائمًا بالبدء بالسوائل في الأيام الأولى بعد العملية ثم التدرج في إدخال الطعام الليّن خفيف الهضم، وصولًا إلى الأنواع الصلبة الغنية بالألياف التي تساعد في تعزيز حركة الأمعاء وتقلل من الغازات.
- التدخين، إذ يساهم في تثبيط حركة الأمعاء ويعطل عملية التئام الجرح بعد استئصال القولون، وقد يسبب تورمه وظهور الانتفاخات.
- إغفال توجيهات الطبيب حول أهمية المشي ولو لدقائق معدودة بعد العملية، لدوره في تنشيط الدورة الدموية، مما يسهم في استعادة الأمعاء قدرتها على هضم وامتصاص الطعام والحد من الإمساك واحتباس الغازات في البطن.
وختامًا، لا تتردد في سؤال طبيبك عن كل ما يؤرقك حول مسببات انتفاخ البطن بعد عملية استئصال القولون حتى تتمكن من تلقّي المساعدة اللازمة، وتذكر دائمًا إنه كلما كنت واعيًا بطبيعة مشكلتك الصحية استطعت التعامل معها على نحوٍ سليم.
لحجز موعد مع الدكتور، اتصلوا بنا على الأرقام المُتاحة في موقعنا الإلكتروني أو عبر الواتساب.