تشير إحصائيات حديثة أجراها معهد الأورام الروسي أن أورام المعدة هي أكثر أنواع الأورام شيوعًا بين مواطني روسيا، إذ بلغ عدد المصابين بها في عام 2022 نحو 2500 شخصًا متوسط أعمارهم 70 عامًا.
ترى ما هي اعراض ورم المعدة وأسبابه؟ وهل هو مرتبط بالتقدم في العمر فقط أم توجد عوامل أخرى تزيد من فرص الإصابة به؟ نجيب عن هذه التساؤلات خلال مقالنا اليوم.
نبذة عن ورم المعدة الحميد والخبيث
يُشخص المرضى ب سرطان المعدة عندما يحدث نمو غير طبيعي -بطيء أو سريع- في خلايا المعدة لديهم ينتج عنه تكوُّن كتلة غير طبيعية من الخلايا تتعارض مع أداء المعدة لوظيفتها طبيعيًا. وتختلف أنواع أورام المعدة حسب الأنسجة التي تُصيبها، فأشهر الأنواع شيوعًا هو الورم الذي يصيب الغشاء المخاطي في المعدة، وبلغت نسبة انتشاره نحو 95% بين الحالات التي تُشخص بأورام المعدة، وهو ورم يتطور ببطء لكنه أكثر عرضة للتحول إلى ورم خبيث والانتشار بسرعة إلى بقية أعضاء الجسم. أما عن الأورام التي تنشأ في جدار المعدة أو الخلايا العصبية للمعدة، فهي أقلهم شيوعًا، ونادرًا ما تتطور هذه الأورام إلى أورام خبيثة.
وتُصنف أورام المعدة تصنيفًا آخر تبعًا لمدى انتشار الورم وسلوك خلاياه:
اورام المعدة الحميدة
نمو غير طبيعي وبطيء للخلايا المبطنة للمعدة يسبب تكون كتلة من الخلايا تشبه “المشروم” داخل المعدة. ولا تشكل تلك الأورام عادة أي خطورة على حياة المريض، ولا تنتشر إلى أى جزء من أجزاء الجسم.
أورم المعدة الخبيثة
أورام شرسة سريعة النمو والانتشار، فهي تنتشر في أجزاء الجهاز الهضمي المختلفة، وإلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الرئة. لذا تعد الأورام الخبيثة أكثر خطورة من الأورام الحميدة، وذلك لتسببها في تلف أجزاء مختلفة من الجسم مما يؤدي إلى ظهور أعراض عديدة تدفع المريض إلى استشارة الطبيب العاجلة، على عكس الأورام الحميدة التي عادة لا تسبب أي أعراض، ولا تكتشف إلا صدفة في أثناء إجراء الفحوصات الدورية.
اعراض ورم المعدة وأسبابه
يكمن السبب الرئيسي وراء الإصابة بسرطان المعدة في حدوث تغيرات في المادة الوراثية المسؤولة عن نمو خلايا المعدة، مما يؤدي إلى ظهور نمو غير طبيعي للخلايا، ولم يتوصل الأطباء إلى الآن إلى سبب تلك التغيرات والطفرات الجينية.
تشمل الحالات الأكثر عرضة للإصابة بأورام المعدة:
- كبار السن ممن تتراوح أعمارهم من 65 عامًا وأكثر.
- الذكور أكثر عرضة للإصابة بأورام المعدة عن الإناث.
- من لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بـ سرطان المريء أو المعدة.
- مرضى التهابات المعدة المزمنة.
- المصابون بقرح المعدة.
- من تعتمد طبيعة عملهم على التعرض للمعادن الثقيلة والكيماويات السامة لفترات طويلة.
- التدخين وشرب الكحول.
- الإصابة بأحد الأمراض المناعية.
تشمل اعراض ورم المعدة
تتمثل اعراض ورم المعدة الخبيث (السرطان) في:
- فقدان الشهية المفاجئ.
- فقدان مفاجئ في الوزن دون التخطيط لذلك.
- التعب والإجهاد العام.
- الغثيان، والقيء المصحوب بالدم.
- عسر الهضم، والحموضة المستمرة.
- تغير لون البراز إلى اللون الأسود.
- آلام شديدة في المعدة، خاصة في منطقة فوق السرة.
- الانتفاخات والغازات.
أما عن ورم المعدة الحميد، فلا تتسبب الأورام الحميدة عادة في ظهور أي أعراض.
وعمومًا قد يصعب على كثير من المرضى تمييز اعراض اورام المعدة عن الأعراض التي يشعرون بها عند الإصابة بالتهاب المعدة أو القولون العصبي وغيرها من الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، لذا يكون التصرف الأمثل في هذا الموقف هو زيارة دكتور جراحة اورام الجهاز الهضمي الذي يعتمد على أساليبه المتطورة في التشخيص للتفرقة بين هذه الحالات.
علاج ورم المعدة الحميد
نظرًا لعدم وضوح اعراض ورم المعدة الحميد، تُشخص الكثير من الحالات به في أثناء خضوعها لفحوصات أخرى على الجهاز الهضمي. وبعد التشخيص والتأكد من وجود أورام المعدة الحميدة، يلجأ الطبيب إلى استئصالها جراحيًا باستخدام تقنيات محدودة التدخل مثل المنظار. وعادة لا تعاني الحالات الخاضعة لعملية استئصال ورم حميد في المعدة بالمناظير أي مضاعفات خطيرة، بل تقل فرص ظهور هذه الأورام لديها مرة أخرى في المعدة.
علاج سرطان المعدة
أما عن علاج سرطان المعدة فهو يستدعي خبرة ومهارة ودراية واسعة بكافة الأساليب العلاجية الحديثة، وذلك لأن هذا النوع من الأورام يتطلب خطة علاجية شاملة لاستئصال الورم والسيطرة على نمو الخلايا، ومنع انتشارها إلى بقية أجزاء الجهاز الهضمي وخارجه.
وتشمل الخطة العلاجية لسرطان المعدة الخبيث:
-
عملية استئصال أورام المعدة الخبيثة بالمنظار
يُتبع هذا الإجراء في المراحل المبكرة لسرطان المعدة، إذ يستأصل الطبيب الخلايا السرطانية باستخدام منظار المعدة عن طريق الفم.
-
عملية استئصال جزء من المعدة
في الحالات المتقدمة من سرطان المعدة الذي ينتشر إلى عدة طبقات في المعدة، يكون العلاج الأمثل هو استئصال جزء من المعدة للتخلص من الخلايا السرطانية، ومنع انتشارها داخل وخارج الجهاز الهضمي.
-
العلاج الكيميائي
يتبع العلاج الكيميائي قبل الخضوع للتدخل الجراحي لقتل الخلايا السرطانية وتقليص حجم الورم فيسهل استئصاله جراحيًا، ويخضع المريض له بعد الجراحة كذلك للقضاء على الخلايا السرطانية التي لم يتم استئصالها جراحيًا لمنع انتشارها في الجسم.
-
العلاج الإشعاعي
يُتبع العلاج الإشعاعي بالتزامن مع العلاج الكيميائي في علاج سرطان المعدة، وذلك لتدمير الخلايا السرطانية وكبح انتشارها، وقد يسهم أيضًا في تخفيف الأعراض الناتجة عنها.
نهايةً ننوه على أن علاج اورام المعدة يستدعي مهارة ودقة فائقة في دراسة الحالة كاملة ووضع خطة علاجية شاملة لمحاصرة الورم ومنع انتشاره وتسببه في مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة المريض لا قدر الله، وهو ما يتحلى به الدكتور محمد عبد الحميد، استشاري جراحة أورام الجهاز الهضمي.